التصقت صفة الثرثرة بالنساء، فأصبح من الطبيعي أن نسمع البنات والنساء في أي مكان.. في الصف في المكتب في المطاعم في أي جلسة يستمتعن في التقاط الأحاديث التي لا يمكن أن تخطر على بال، ففي جلسة واحدة يمكن أن تلف المرأة العالم وتعود إلى مكانها بلسانها الذي تعجز عن إسكاته دون ملل. وقد أصبحت أحاديث النساء معروفة فهذه تتحدث عن الموضة وصرعاتها، وتلك تتحدث عن تسريحات الشعر والمكياج، وثالثة عن الطعام ورابعة عن التسوق، وأخرى عن مشاكلها العاطفية.
لكن هل فكرت يوماً ما هي الأحاديث التي من الممكن أن يتحدث بها الرجال خلال جلساتهم واجتماعاتهم؟ فهل يتحدثون عن الموضة، عن المكياج، أم عن قصات الشعر؟ دعونا نقابل بين أحاديث النساء وأحاديث الرجال، فلو تحدثت النساء عن الموضة مثلاً فإن الرجال سيتحدثون عن السيارات وآخر أنواعها التي طُرحت في السوق، وإذا تحدثت النساء عن تسريحات الشعر فقد يتحدث الرجال عن آخر ما توصل له عالم التكنولوجيا، ولو تحدثت النساء عن الطعام فقد يتحدث الرجال عن العمل وهمومه، أما لو تحدثت المرأة عن التسوق فالرجل سيتحدث عن سوق المال وأسعار العملة وتحركات البورصة.
هذه المقابلة معقولة، ولكنها ليست واقعية فأحاديث الرجال مع بعضهم لا تختلف كثيراً عن المواضيع التي تطرحها النساء؛ فعند سؤال عدد من الذكور عن الأحاديث التي يتطرقوا لها خلال جلساتهم تبين أنهم يتحدثون كالنساء عن الموضة، عن تسريحات الشعر، عن مغامراتهم العاطفية وعن الرياضة أيضاً، إلا أن الفرق الوحيد الذي يختلف فيه الرجل عن المرأة هو أنها أكثر كلاماً منه؛ فقد تنتهي الجلسة وفي بال المرأة الكثير من الأحاديث التي لم تتحدث بها بعد، وهذه الفكرة مثبتة علمياً، فقد توصل العلماء أن الثرثرة الزائدة عند المرأة عائدة إلى هرمون الأستروجين الذي يؤثر مباشرة على الخلايا العصبية، والذي بدوره يؤدي إلى مزيد من الحركة والتواصل، وكذلك فإن المرأة قادرة على تذكر الأحداث والأشخاص والمواقف وخاصة العاطفية منها أكثر من الرجل.
والأشخاص والمواقف وخاصة العاطفية منها أكثر من الرجل.
والغريب في أحاديث الشباب أنها غالباً ما تتحدث عن النساء وعن المغامرات العاطفية معهن، وأحياناً عن المشاكل التي تثيرها النساء، كذلك لا تخلو أحاديث الرجال من المعاكسات والتعليقات التي تطال الفتيات في مجال حديث الشباب. كما أن كثيراً من الشباب تروق لهم أحاديث النساء وجلساتهن التي يصفونها بأنها تافهة إلا أنهم يحرصون على سماعها وعلى طرقها أثناء جلساتهم... ربما لأنهم غير قادرين على التقاط الأحاديث التي من الممكن أن يستمتعوا بالحديث عنها بنفس المهارة التي تتقنها المرأة.